top of page

كيف حولت شغفي للسفر والكتابة إلى مهنة

كتابة مونيا حمدي


عندما تعرف وجهتك ولكنك لا تعرف كيف تصلها

تخرّجت من الجامعة الأميركية في القاهرة بشهادة بكالوريوس في اللغة الإنكليزية والأدب المقارن إضافة إلى شهادة ثانوية في السينما. صحيح أنّي لم أكن أتخيّل يوماً أن أمضي فترة الدراسة الجامعية في مسقط رأسي، مصر، إلّا أنّي بعد عامين من التخرّج لا يسعني سوى القول إنّي في غاية الإمتنان لأني فعلت ذلك لأسباب ع. وفي ما يلي أستعرض أسباب ذلك.


كنت أعرف تماماً ماذا أريد أن أفعل بعد التخرّج ولكنّي لم أكن أعرف تحديداً كيف سأحقق ذلك. فقبل بضع سنوات، أسست موقعي الخاص بالسفر "إيباير ترافلر" Empire Traveler وصفحة تابعة له على إنستاغرام. وكان الموقع بمثابة منصّة إبداعية تلبّي بعضاً من أكبر مصادر شغفي وهي الكتابة والسفر وتخطيط الرحلات. وقد بدأ كل ذلك كهواية ومن ثم تحوّل تدريجياً إلى هدف مهني جدّي. وأمضيت عاماً كاملاً بعد التخرّج أمارس "مهنة الشغف" هذه، إذ كنت أسافر وأكتب عن رحلاتي إلى أن أدركت أنّ ذلك لم يكن كافياً لأبلغ الهدف الذي أطمح إليه.


عندها بدأت البحث عن وظائف إبداعية مماثلة في القاهرة وأقرب ما وجدته إلى العمل الذي يروق لي ويناسب مجال خبرتي كان فرصة عمل بداوم جزئي في الكتابة الإبداعية (copywriting) في وكالة أزياء. وفي أيلول/سبتمبر أجريت مقابلة معهم وانتظرت بفارغ الصبر قرارهم بخصوص توظيفي. وبعد أيام قليلة، وصلتني رسالة من أحد أصدقائي يسألني إن كنت مهتماً بوظيفة مؤقّتة كمدير محتوى وإعلام إجتماعي في شركة سفر في لندن إلى أن يجدوا موظفاً بدوام ثابت. ووافقت على الفور إذ ارتأيت أنّها طريقة جيّدة لأقتل الوقت بانتظار وظيفة ثابتة في القاهرة وفرصة لأقوم بما أنا على دراية به بفضل خبرتي في موقع "إيباير ترافلر". وأجريت مقابلة عمل على الهاتف وبدأت العمل في اليوم التالي. وهكذا وجدت نفسي في الوظيفة التي شغلتها طوال العام الماضي.


لحسن الحظ أنّه بعد انتهاء أشهر العمل المؤقت، ضمّتني الشركة إلى فريقها وأصبحت موظفاً فيها وكان الأمر مثالياً بالنسبة

إليّ إذ سيتاح لي القيام بما أنا شغوف به (إدارة وكتابة المحتوى والكتابة الإبداعية والتحرير إلخ..) وكنت محظوظ


اً بما يكفي لأتمكّن من العمل عن بعد أي أن أعمل من أي مكان في العالم. وهذا الخيار منحني الحرية للاستمرار في العمل على تحقيق أهدافي الشخصية فضلاً عن الانضباط الذي يمنحه العمل في وظيفة ثابتة. ولعلّ ذلك هو السبب الأول الذي جعلني أتمسّك بهذه الوظيفة.


لا شكّ أنّي تعلّمت كثيراً في العام الماضي. فقد اكتسبت مهارات جديدة من زملائي في العمل ومن الأبحاث التي كنت أجريها وكذلك من أخطائي. حتى أنّي عرفت أموراً عنّي. فبعض الأمور هذا العام علّمتني إدارة الوقت والعمل الجماعي المبدع وكيفية الفصل بين حياتي الشخصية وحياتي العملي ذهنياً وعاطفياً

(وهذا أمر لم أستطع القيام به بتاتاً في الأشهر

الأولى!).


ولكن أهم ما أدركته هو أنّي لا أستطيع دائماً أن أحافظ على توازن مثالي بين عملي وما أريد تحقيقه على المستوى الشخصي (لناحية تحويل شغفي إلى مهنة ثابتة). ولكنّي أدركت أيضاً أنّه لا بأس بذلك أيضاً. فلا بأس أن نضع أهدافنا جانباً إلى أن يأتي الوقت المناسب لتحقيقها بشكل صحيح. وهذا بالتأكيد ما أرى نفسي أقوم به في المستقبل.


أنا ممتنّ لأنّي وجدت نفسي (نعم بالصدفة!) في مسار وظيفي يناسبني جيداً ويناسب أهدافي. فهذا لا يعني سوى أنّي أقرب إلى تحقيق حلم مسيرتي المهنية.



 

كتابة

مونيا حمدي


مونيكا بدون ال 'ك'. الكتابة ، السفر ، والتقاط لحظات بينهما.

 

Comments


bottom of page